موجة الأُومِيكْرُون .. لماذا قابلية الإنتشار السّريع و ضرورة الجرعة المعززة من اللقاح ؟
The Omicron wave .. Why high transmissibility & vaccine's Booster Dose necessity ?

يبدو من الواضح أن جائحة فيروس كورونا SARS-CoV-2 لا تزال معنا وستظل في صدارة القلق العالمي إذ تتجه نحو العام الجديد 2022. العمل جارٍ في أوروبا في اتجاه التخفيض في خطط العطلات الشتوية، وإغلاق لفعاليات الداعية للتجمعات، و كذا الحد من استعدادات التسوق لأعياد الميلاد السنوية و حتى إلغاء رحلات الطيران الداخلية والخارجية. الكثير من البلدان تقوم بإستعدادات و إجراءات مماثلة إلى حد ما مثل أمريكا، دول الجنوب الإفريقي (جنوب إفريقيا ، بوتسوانا ..) و العديد غيرهم.

تدابير الإغلاق الصارمة هذه بِرُمّتها بدأت مع الـ 26 نوفمبر 2021، أي التاريخ الذي صنفت فيه منظمة الصحة العالمية المتغير الجديد أُومِيكْرُون Omicron - B.1.1.529 -، لـفيروس كورونا SARS-CoV-2، كمتغير_مثير_للقلق Variant of Concern - VOC، أنظر المنشور ذا العلاقة:

🖘 الـ أُومِيكْرُون B.1.1.529 - Omicron - المتحور الجديد لفيروس كورونا SARS-CoV-2 يُصنّفُ مبدئيا في فئة المتحورات الباعثة_على_القلق - VOC ! Omicron (B.1.1.529) the new variant of the SARS-CoV-2 virus has been classified in the category of Variant of Concern - VOC ! ..
https://www.facebook.com/bioinformaticstools/posts/4557855624269639

بالفعل أظهر متغير Omicron تفوقا مؤكدا مقارنة بمتغير دلتا Delta في سرعة معدل انتقال العدوى، والقدرة الكبيرة على تلافي المناعة الناتجة عن اللقاحات الحالية والقدرة على التسبب في إعادة الإصابة بالنسبة للحالات المصابة سابقًا (أي التي يُتوقع أن تكون حصلت على مناعة ناتجة عن الإصابة السابقة بفيروس كورونا).

سرعة انتشار أُومِيكْرُون في أنسجة الشعب الهوائية أسرع بحوالي 70 مرة بالمقارنة إلى المتغير دلتا Delta؛ "تشير نسخة تقرير أولية preprint reports إلى أن متغير SARS-CoV-2 الجديد يتكاثر بشكل أسرع في أنسجة الشعب الهوائية البشرية ولكن بشكل أبطأ في أنسجة الرئة مقارنة بمتغير دلتا Delta، مما قد يقدم تفسيرا واعدا لطريقة انتشاره، أُومِيكْرُون، من شخص لآخر بهذه السرعة." حسب موضوع الرابط التالي:
https://www.the-scientist.com/news-opinion/omicron-propagates-70-times-faster-than-delta-in-bronchi-study-69540

قالت منظمة الصحة العالمية (WHO) في تقريرها الفني الأخير المعنون "تعزيز الاستعداد لأوميكرون (B.1.1.529) - Enhancing Readiness for Omicron (B.1.1.529)" الصادر في 17 ديسمبر 2021: "ينتشر الأُومِيكْرُن Omicron بسرعة في البلدان ذات المستويات العالية من المناعة السكانية ولا يزال من غير المؤكد إلى أي مدى يمكن أن يُعزى معدل الإنتشار السّريع الملحوظ إلى تلافي الجهاز المناعي، أو الزيادة الجوهرية في قابلية الانتقال أو مزيج من الاثنين معًا. ومع ذلك ، و بناءاً على البيانات المتاحة حاليا، فمن المحتمل أن يطغى أُومِيكْرُن على دلتا في الأماكن التي يحدث بها انتشار بين التجمعات. "
تؤكد منظمة الصحة العالمية أيضًا أن فترة تضاعف أُومِيكْرُن Omicron هي ما بين 1.5 إلى 3 أيام و هو معدل إنتشار أعلى من متغير دلتا لم يسبق تسجيل مثيل له من قبل؛ اتبع الرابط أدناه:
https://www.who.int/publications/m/item/enhancing-readiness-for-omicron-(b.1.1.529)-technical-brief-and-priority-actions-for-member-states

يمكن تحميل النسحة الكاملة للتقرير من الرابط التالي:

على الرغم من أن الدراسات لا تمثل استنتاجات نهائية، إلا أنه يبدو متيقنا منه أن التطعيم بنظام الجرعتين لا يكفي لتوفير مناعة كافية ضد أُومِيكْرُون مقارنة بمتغير دلتا؛ أي أن الجرعة الثالثة أو الجرعة المعززة Booster dose أضحت ضرورية في مكافحة مرض كوفيد -19؛ هذا يشمل منع المرض من التطور الشديد و التقليل من ضرورة الإستشفاء (دخول المستشفى) و الوفاة.

من الواضح أن جينوم أُومِيكْرُون Omicron's genome قام بتطوير توليفة من حوالي 50 طفرة لا مثيل لها في المتغيرات الأخرى. تشتمل هذه المجموعة من الطفرات على أكثر من 30 طفرة في منطقة ترميز البروتين الشوكي spike protein coding region؛ أي المسؤولة عن نسخ البروتين الذي يستخدمه الفيروس SARS-CoV-2 في عملية الإرتباط بالمستقبل البشري ACE2.

يمكن النظر إلى النسخة الجديدة من جينوم أُومِيكْرُون Omicron على أنها نتاج لعملية تطور داخل خلايا ملايين الأشخاص المصابين بالفيروس على مدار الجائحة في العامين الماضيين والتي يبدو أنها نتجت عن توليفة من مجموعة من الطفرات بعضها شوهد بالفعل في البروتين الشوكي لـِ "متغيرات مثيرة للقلق" سابقة (مثل دالتا) والتي يعتقد أنها جعلت الفيروس أشد عدوى، بما في ذلك الطفرات D614G و N501Y و K417N. لا يزال البحث مستمرا لفهم تأثير بقية الطفرات؛
من بين الأحماض الأمينية المستبدلة في البروتين الشوكي لـ أُومِيكْرُون Omicron، المرتبطة بالطفرات الـ 10، على الأقل بما يلي:
🖜. نطاق الإرتباط بالمستقبل Receptor Binding Domain (النّطاق RDB) و الذي يمثل مفتاح إرتباط الفيروس بمستقبله ACE2 ، انظر الصورة 2.

بالإضافة إلى ذلك، أنواعاً من الطفرات المهمة التي جلبت الكثير من الإهتمام و هي كما يلي:
🖜. طفرات على مستوى نطاق النهاية_الأمينية NTD أو N-Terminal Domain للبروتين الشوكي والتي يعتقد أنها مرتبطة بالمقاومة الملحوظة للمتحور أُومِيكْرُون للأجسام المضادة المُعدّلة.
🖜. الطفرات مثل N679K و H655Y و P681H و التي وجدت بالقرب من موقع التقطيع التنشيطي Furin Cleavage وهي مرتبطه بتسهيل دخول الفيروس إلى الخلايا المضيفة.
🖜. طفرات_الحذف ، 105-107 ، في NSP6 (البروتين الغير هيكلي 6 Non Structural Protein) يعتقد أنها مرتبطة بتلافي المناعة الفطرية/الطبيعية.
🖜. التوليفة الطفرية المتألفة من G204R + R203K الموجودة على مستوى بروتين الغلاف_النووي nucleocapsid (البروتين المغلف للجينوم) يعتقد أنها مرتبطة بمساعدة الفيروس للحصول على معدل أعلى من العدوى.

يمكن الوصول استطلاع و استكشاف الجينوم الكامل مع قائمة الطفرات في جينوم المتحور أُومِيكْرُون في مقارنة بالمتحورات الأخرى باستحدام نظام إستكشاف الطفرات في فيروس كورونا SVGM-Explorer أو SARS-CoV-2 Variants ، Genomes & Mutations Explorer المتوفر عبر الرابط التالي:
https://www.bioinformaticstools.org/viruses/CoV-2_VrntGnms.php
أنظر الصورة 3.

تابع المنشور ذا العلاقة:
🖙 The Omicron -B.1.1.529- complete Genomic Sequence & Mutations
.. . .. . .. . .. in addition to the Genome of the variant Delta + (δ+).
https://www.facebook.com/bioinformaticstools/posts/4585877778134090

أكثر من أي متغير آخر ، يبدو أن أُومِيكْرُون قد حَسَّنَ من كفاءة إرتباط البروتين الشوكي مع مستقبل المضيف البشري ACE2 عن طريق التكيف مع مجموعة كبيرة من الطفرات التي استهدفت البروتين الشوكي وغيره بالإضافة إلى بروتين المغلف للجينوم ذاته؛ أي بروتين نوكليوكابسيد nucleocapsid protein.

و في المقابل و على الرغم من الصورة القاتمة للموجة الحالية لـ SARS-CoV-2، موجة الأُومِيكْرُون، هناك بعض العلامات الإيجابية الناتجة عن تحليل البيانات الحديثة الآتية من جنوب إفريقيا، المملكة المتحدة و النرويج ومناطق أخرى ، إلى أن أُومِيكْرُون Omicron يسبب أعراضًا مرضية خفيفة نسبيًا، و أعداد محدودة من الحالات المستدعية للإستشفاء، و أن هناك عدد منخفض من حالات الوفاة. لا يزال البحث جاريًا لفهم تأثير أُومِيكْرُون على المسرح العالمي، خاصة في ضوء الاكتشاف المؤكد، المشار إليه أعلاه، حول أن أُومِيكْرُون له القدرة على تلافي مناعة اللقاح و حتى المناعة الناتجة عن الإصبة السابقة.

على أمل القضاء على جائحة كوفيد-19 خلال عام 2022 ، تنصح منظمة الصحة العالمية ومسؤولي مصالح الصحة في جميع أنحاء العالم ضد موجة Omicron الحالية بالالتزام الجاد بإجراءات الوقاية التالية:
1. أخذ اللقاح في أقرب و قت إذا لم يتم ذلك بعد. التطعيم حاليا هو السبيل الوحيد للخروج من الوباء. يجدر الإنتباه إلى أن العلاجات الجديدة بمضادات الفيروسات في مراحلها المبكرة كما أنها لا يمكنها تحفيز إستجابة المناعية ضد الفيروس.
2. أخذ الجرعة المعززة من اللقاح (الجرعة الثالثة ) أو Boosting dose.
حيث قد تم االتبين من أن الجرعة المعززة تؤدي إلى إعادة رفع مستوى الأجسام المضادة ضد فيروس كورونا ، حتى Omicron ، إلى أكثر من 90٪ ، انظر الصورة 4 و كذلك المقال في الموضوع على الرابط التالي:
https://www.science.org/doi/10.1126/science.abl8487?utm_campaign=SciMag

من الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية لديها مخاوف مشروعة تجاه الجرعة المعززة ليس لأنها ضد أخذها في حد ذاتها ولكن فيما يرتبط بها من جوانب غياب العدل في توزيع و مشاركة اللقاحات على المستوى العالمي حيث أن البلدان الفقيرة لم تقم بتطعيم الملايين من الناس ناهيك أن يوفروا ما يستوفي نظام التطعيم بجرعتين و العالم يدرك أو ينبغي أن يدرك أن لا مخرج من الجائحةإلا بتطعيم النسبة الضرورية لحصول مناعة القطيع لدى سكان العالم بأسره. أنظر التصريحات الأخيرة، 22 ديسمبر 2021، لمدير منظمة الصحة العالمية، السيد Tedros Adhanom Ghebreyesus:
https://www.facebook.com/watch/live/?ref=watch_permalink&v=1501074690267145
3. لبس الأقنعة المناسبة.
4. تنظيف الأيدي، التباعد الجسدي، تجنب الأماكن المزدحمة، التهوية الداخلية .. وبقية إجراءات الوقاية.

See the English version: .. . .. . .. . .. . . .. . .. . .. . .. . .. . .. . .. . .. . .. . .. . :أنظر النسخة الإنجليزية

The Omicron wave .. Why high transmissibility & vaccine's Booster Dose necessity?

أجمل التمنيات و التهاني بعام سعيد و صحي 2022 للجميع ..

  Author:  A. Rachedi
  E-mail:   rachedi@bioinformaticstools.org
  Date:      - 29 December 2021

Images:
Image 1. " كوفيد-19 نحو 2022 .. "
Image 1." كوفيد-19 نحو 2022 .. "
Image 2. " متحور أُومِيكْرُون - عدد و مواقع الطفرات .."
Image 2." متحور أُومِيكْرُون - عدد و مواقع الطفرات .. .. "
Image 3. " صفحة المستكشف لمتحورات، الجينومات و الطفرات في فيروس سارس-كوف-2 متوفر على الرابط<br> <a href="https://www.bioinformaticstools.org/viruses/CoV-2_VrntGnms.php" target="_blank">https://www.bioinformaticstools.org/viruses/CoV-2_VrntGnms.php</a> "
Image 3." المستكشف SVGM-Explorer .. "
Image 4.<div dir="auto" style="text-align: center;">الجرعة المعززة بإمكانها رفع كفاءة اللقاحات إلى أزيد من 
90 % </div>
<br><a href="https://www.science.org/doi/10.1126/science.abl8487?utm_campaign=SciMag" target="_blank">https://www.science.org/doi/10.1126/science.abl8487?utm_campaign=SciMag</a>
Image 4." الجرعة المعززة بإمكانها رفع كفاءة اللقاحات إلى أزيد من 90% .."